بناءً على دراسة عالمية أجرتها شركة الاستشارات العقارية سَفِلز حول تكاليف المساحات للتخزين والمستودعات في 52 سوقاً عالمياً على مدى 12 شهراً ضمن برنامجها "إمباكتس" Impacts، احتلت دبي وأبوظبي المركزين السابع والرابع عشر على التوالي.
وأظهرت دراسة تكاليف التخزين العالمية أيضاً أن إيجارات المستودعات الرئيسية في دبي تبلغ 20.48 دولار أمريكي للقدم المربع الواحد، بينما تصل في أبوظبي إلى 13.36 دولار.
وبحسب بيان صحفي، يعتبر وجود دبي وأبوظبي على هذه القائمة العالمية، دليل على الدور الحاسم الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة، باعتبارها وجهة إقليمية مهمّة في مجال الخدمات اللوجستية والتخزين واستقطاب الاستثمارات وتوليد فرص العمل، ومساعيها المستمرة لتعزيز وتنويع مكانتها الاقتصادية والدولية.
عند إلقاء نظرة على جميع الأسواق التي خضعت للتحليل في دراسة سَفِلز، يظهر ارتفاع إجمالي التكاليف، بما في ذلك الإيجارات ورسوم الخدمات والضرائب، لمساحة التخزين الرئيسية بنسبة 10.1% في الإثني عشر شهراً الماضية حتى يونيو من العام الجاري 2023.
وتم أيضاً تسجيل تباطؤ في وتيرة الزيادات لتكلفة العقارات، حيث شهد النصف الأول من العام 2023 زيادة بنسبة 4.4% في إجمالي التكاليف، مقارنة بـ 5.4% في النصف الثاني من العام الذي سبقه 2022. وجاءت الوتيرة الأبطأ نتيجة ارتفاع معدلات الشواغر من أدنى مستوياتها التاريخية في ظل خلفية اقتصادية ضعيفة، يضاف إلى ذلك توفر المزيد من المساحات المعروضة في السوق.
وواصلت لندن حفاظها على مرتبة الصدارة في تكاليف التخزين العالمية بقيمة 42 دولاراً للقدم المربع، وكانت مدعومة بأسس قوية وزيادة في الطلب على وحدات المستودعات الحديثة والعالية الكفاءة. وتلتها لوس أنجلوس في المرتبة الثانية بقيمة 27 دولاراً، ثم سيدني وهونغ كونغ وشمال نيوجيرسي في الولايات المتحدة وطوكيو.
بحسب دراسة أخرى أجرتها سَفِلز مسبقاً ونشرت نتائجها في أغسطس من هذا العام، تبين أن الطلب على المساحات الصناعية واللوجستية في دبي قد سجّل أقوى أداء له على الإطلاق. وإضافة إلى ذلك، أبرز تقرير "سوق دبي الصناعي في دقائق" للنصف الأول 2023، أن الطلب كان مدفوعاً بشكل أساسي بقيام الشركات بنقل عملياتها إلى دبي من وجهات أخرى.
تعيينات جديدة
واستجابة للطلب المتزايد، قامت سَفِلز الشرق الأوسط بزيادة عدد أعضاء فريقها الصناعي واللوجستي، واستقطاب المزيد من المواهب لشغل وظائف في مجالي التأجير والاستثمار. وانضم مايكل فينتون إلى سَفِلز الشرق الأوسط في منصب إداري قادماً من سَفِلز أستراليا. ويتمتع فينتون بخبرة مرموقة تصل إلى 30 عاماً في المجال الصناعي واللوجستي، وخاصةً في أنشطة المبيعات والاستحواذات الصناعية، وتحليل الأسواق، والعمليات والاستراتيجيات التجارية، والاستثمار العالمي واستشارات الشركات. وينضم أمير باشوتا أيضاً إلى الفريق، ليشغل منصب وسمسار عقاري كبير للاستفادة من خبراته القيمة التي اكتسبها في شركات بارزة في نيوزيلندا والإمارات. وسيواصل لوك تيب الذي يعمل بمكاتب سَفِلز دبي، تقديم الخدمات للعملاء الصناعيين واللوجستيين. ويحمل تيب خبرة تزيد عن خمس سنوات في خدمات المعاملات في المناطق التجارية الرئيسية في دبي ومنطقة دول مجلس التعاون الخليجي على نطاق أوسع، جمع خلالها معرفة قيّمة، كما تمكّن من توطيد علاقات راسخة مع الملاك.
طلب متزايد
وفي تعليقه على ذلك، قال مايكل فينتون، مدير الشؤون الصناعية واللوجستية في شركة سَفِلز: "لقد أثبتت دبي، إضافة إلى العاصمة أبوظبي على نحو متزايد، أن دولة الإمارات العربية المتحدة أصبحت مركزاً اقتصادياً ديناميكياً في الشرق الأوسط، كما تتميز بالطلب المتزايد الناجم عن النمو القوي للقطاع غير النفطي والشراكات الاقتصادية المختلفة التي توصلت إليها الدولة. وبالتالي، فإن هذا الوضع يؤكد الحاجة إلى توفير المزيد من المرافق المناسبة في المستقبل".
وأضاف: "إن التصنيف العالي الذي حققته دبي، فضلاً عن دخول أبوظبي إلى قائمة المراكز الخمسة عشر الأولى، يعكس قوة الدولة في هذا القطاع الحيوي، ويظهر قدرتها التنافسية على الصعيد الدولي، وجاذبيتها العالية في نظر الشركات والمستثمرين من جميع أنحاء العالم".
نظرة مستقبلية
قال بول توستيفين، مدير الأبحاث العالمية لدى سَفِلز في إطار تعليقه على النتائج التي خرجت بها الدراسة: "لقد سلّط بحثنا الضوء أيضاً على حقيقة مهمة، وهي أنه رغم تباطؤ معدل تصاعد تكلفة العقارات، إلا أن التكاليف المرتفعة تظل قائمة. وتواصل الاتجاهات العالمية دفع الطلب على المواقع الرئيسية ومساحات التخزين العالية الكفاءة، ومن هذه العوامل نذكر على سبيل المثال: نقل العمليات التجارية إلى المراكز المهمة أو بالقرب منها، وزيادة نمو التجارة الإلكترونية، والطلب من قبل شركات الصناعات التحويلية. وبات من المرجح أن يؤدي النمو السكاني والاتجاهات الهيكلية إلى زيادة الطلب على السلع والخدمات، الأمر الذي سيقود بدوره إلى زيادة الحاجة إلى المستودعات على المدى البعيد، حتى في المواقع التي تعتبر الأرخص حالياً.
وإضافة إلى تكاليف عقارات التخزين، يجب على المستأجرين الأخذ بالحسبان تكاليف العمالة التي ارتفعت بنسبة 7.4% في الأشهر الإثني عشر التي سبقت يونيو 2023 عبر 52 سوقاً مشمولة في الدراسة، وتكاليف الكهرباء والديزل المرتبطة بتشغيل المباني وأساطيل المركبات. ومع أن أسعار وقود الديزل سجلت انخفاضاً، تواصل تكاليف الكهرباء ارتفاعها، ما يؤكد أهمية وجود بدائل تكون أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.