احتلت دبي المرتبة 18 ضمن قائمة أكثر الأسواق العالمية نمواً في قطاع مساحات العمل المكتبية المرنة وفق شركة سَفِلز للأبحاث، ما يسلط الضوء على إمكانات وفرص النمو التي توفرها الإمارة لمزودي الخدمات والمستأجرين على حدٍ سواء.
وشهد سوق مكاتب دبي نمواً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، حيث ازداد الطلب على المساحات المكتبية المرنة بسبب انتعاش النشاط الاقتصادي في المنطقة والآفاق الإيجابية لاقتصادات دولها.
وفي بيان صحفي صدر اليوم قالت الشركة أن دبي، وتماشياً مع التوجهات العالمية، تشهد زيادةً ملحوظة وثابتة في أعداد مزودي المساحات المرنة خلال السنوات القليلة الماضية. وعلى الرغم من أن حصتهم من سوق المكاتب الإجمالي لا تزال محدودة حتى الآن، تزداد أهمية مشاركتهم مع دخول المزيد من المزودين إلى السوق وتعزيز المزودين الحاليين لحضورهم فيه".
ويسجّل أبرز مشغّلي المساحات المرنة في دبي معدلات إشغال عالية، تصل إلى 100% لدى بعض المشغلين، الذين وضعوا خططاً لتوسيع عروضهم في جميع أنحاء الإمارة.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال سوابنيل بيلاي، مدير قسم الأبحاث في الشرق الأوسط لدى شركة سَفِلز: "تتمتع دبي، باعتبارها أحد الأسواق الرائدة في الشرق الأوسط، بمزايا فريدة تستقطب الشركات والمواهب، وتوفر مركزاً لإطلاق أعمالها وتوسيعها في المنطقة.
وأضاف بيلاي: "تشير هذه النتائج إلى مستقبل قطاع المكاتب الواعد، حيث يستفيد أصحاب العقارات من معدلات الإشغال العالية لمشغّلي المساحات المرنة ومستأجري المكاتب التقليدية، ما يتيح للعملاء إمكانية الاستفادة من المساحات المفروشة والجاهزة".
المراتب الأولى ضمن القائمة
تصدرت مدينة لندن القائمة، تلتها مومباي في المرتبة الثانية ثم أمستردام ونيويورك وباريس في المراتب الثالثة والرابعة والخامسة على التوالي. ويعود ظهور مفهوم المكاتب المرنة في مدن مثل لندن ونيويورك وباريس إلى السنوات التي تلت الأزمة المالية العالمية وازدهار سوق العمل الحر. وتعتمد اقتصادات هذه المدن على قطاع الابتكار، حيث تتمتع جميعها ببيئة خصبة وتوجه دائم نحو توفير أقصى درجات المرونة في ممارسة الأعمال.
بينما تتميز مومباي، التي تحتل المرتبة الثانية في التصنيف، بسرعة نمو القطاع الخدمي وازدهار مشهد الشركات الناشئة فيها. ويشهد المشغلون المحليون على وجه الخصوص نشاطاً ملحوظاً، مع توجه المزيد من الشركات لاستئجار المساحات المكتبية المرنة بعقود طويلة الأمد.
وتأتي العاصمة الهولندية أمستردام في المرتبة الثالثة، على الرغم من مساحتها الصغيرة نسبياً، نظراً لنسبة الوظائف المكتبية العالية فيها وما تتميز به من ثقافة الأعمال المرنة ومستويات عالية من استثمارات رأس المال.
الترتيب |
المدينة |
1 |
لندن |
2 |
مومباي |
3 |
أمستردام |
4 |
نيويورك |
5 |
باريس |
6 |
لوس أنجلوس |
7 |
شنغهاي |
8 |
مدينة هو تشي منه |
9 |
فرانكفورت |
10 |
وارسو |
11 |
برشلونة |
12 |
طوكيو |
13 |
هونج كونج |
14 |
سنغافورة |
15 |
مدريد |
16 |
برلين |
17 |
سيول |
18 |
دبي |
توجهات السوق
وقالت الشركة أن توجهات شاغلي العقارات المكتبية شهدت تغيّراً ملحوظاً بعد أزمة كوفيد-19، وساهمت الشركات التي تتطلع إلى التكيف مع عالم الأعمال الجديد، والأفراد الذين يبحثون عن مكان مناسب للعمل بعيداً عن المنزل في تعافي الطلب على المساحات المكتبية المرنة، بحسب سَفِلز.
وتستكشف سَفِلز، المزوّد العالمي للخدمات العقارية، المدن التي من المحتمل أن تشهد أعلى ارتفاع في معدلات طلب الشاغلين على المساحات المرنة في العالم. واختارت الشركة 19 سوقاً عالمية رئيسية للمساحات المكتبية، وحللت العوامل الرئيسية المحتملة في تحفيز الطلب على المساحات المكتبية المرنة في السنوات المقبلة.
وركزت الدراسة على العوامل التي تحدد مستوى الابتكار في هذه المساحات وقدرتها على استقطاب أصحاب المواهب، مثل استثمارات رأس المال والتثقيف والتوافق مع متطلبات بيئة العمل المرنة. كما قارنت الدراسة بين خصائص سوق المكاتب مثل ديناميكيات العرض والطلب ومدد التأجير التقليدية وتوقعات النمو المستقبلي لقطاع الخدمات.
العوامل المحفزة للطلب
شكل إقبال مزودي الخدمات على المساحات المكتبية المرنة 8% وسطياً من إجمالي إشغال المكاتب في أسواق عالمية محددة ترصدها سَفِلز في عام 2018. لكن هذا التوجه تغيّر بعد أزمة كوفيد-19 مع تحول الموظفين إلى العمل من منازلهم لفترة طويلة.
وعادت جهات التشغيل التي تتميز بالمرونة إلى شغل مساحات مكتبية جديدة في عام 2021، حيث بلغ الإقبال على المساحات المكتبية المرنة 5% من إجمالي الطلب على المساحات المكتبية في العام الماضي.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال إيري ميتسوسترجيو، مدير قسم الأبحاث العالمية لدى سَفِلز: "بدأ الاتجاه السلبي يتراجع تدريجياً منذ نهاية عام 2021 مع توسع المشغلين إلى مساحات جديدة. ويأتي الطلب على المساحات المكتبية الآمنة اليوم مدفوعاً بتوجه مجموعة كبيرة من الشركات من مختلف الأحجام والقطاعات. ونتوقع أن يُحافظ الطلب على المساحات المكتبية المرنة على زخمه، ولا سيما وسط البيئة التي تشهد تغييرات هيكلية مستمرة وحالات عدم اليقين الدوري".
شراكات لتقليل المخاطر
لاحظ أصحاب العقارات مؤخراً أهمية الاستثمار بالمساحات المرنة. ويسعى العديد من مشغلي المساحات لإقامة شراكات مع أصحاب العقارات لتقليل مخاطر الاستثمار، نظراً لارتفاع قيمة رأس المال المطلوب لتجهيز مساحات مكتبية مرنة، بينما يستفيد أصحاب العقارات من الحصول على إيجارات مرتفعة مقارنة بمعدلات السوق في حال نجاح المشروع.
وتوجه العديد من أصحاب العقارات لطرح مساحاتهم العقارية للإيجار بعد تحويلها إلى مكاتب مخدّمة، بشروط إيجار أقصر وأكثر مرونة، لتلبية طلب شاغلي المساحات المتزايد.
ويسعى أصحاب العقارات في دبي إلى توفير خياراتٍ متنوعة من المساحات المرنة من خلال التعاون مع مزودي الخدمات أو تقديم خدماتهم المحلية الخاصة.