أكد المستشار العقاري إسماعيل الحمادي أن الاستشارات العقارية المتخصصة، وبرغم اسهاماتها ودورها المهم على أرض الواقع، ما زال البعض يستهين بها، ولا يقدّر قيمتها في خططه الاستثمارية، وما زال البعض يستمع إلى استشارات ونصائح المجالس بدلاً من أن يستثمر ساعة من وقته للجلوس في مكتب استشارات عقارية معتمد، لنيل حصته كاملة من المعلومات التي يبحث عنها.
وفي مقال له نشرته صحيفة "الخليج"، أشار الحمادي، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الرواد للعقارات، إلى أن بعض المستثمر العقاري، وخلال ساعة من الزمن، ومقابل ثمن قد ينفقه في ربع ساعة في «كوفي شوب»، يمكنه أن يخرج بخريطة طريق استثمارية تستمر معه لسنوات، عوض ثلاث أو أربع ساعات يقضيها في مجلس يستمع فيها إلى نصائح تجربة استثمارية مضى عليها خمسة عشر عاماً، أو قصة من تأليف حديث المجالس قد لا تكون لها صلة بالواقع، ومن ثم يستنسخها ويتبناها ضمن خطته الاستثمارية، وتكون النتيجة في النهاية كارثية، وهنا يلقي باللوم على القطاع والسوق العقاري، وينتهي الأمر بتأليف قصة جديدة تدور في المجالس مفادها أن القطاع العقاري ليس جيداً، والسوق غير مجدية.. من البداية انطلاقتك خاطئة، فكيف تعلق اليوم فشلك على القطاع؟
ولفت الحمادي إلى أن 70 % من البدايات الصحيحة لكل مستثمر مبتدئ، أو لكل من يسعى لتوسيع محفظته بالسوق هي الاستشارة الصحيحة ومن مصدرها المتخصص، أما ال30% المتبقية فتعتمد على نباهة وقدرة المستثمر على الصمود في وجه التحديات، ومدى مرونته في التعامل مع المستجدات والمتغيرات، مع العلم أن الاستشارات العقارية الصحيحة والمدروسة جيداً والصادرة عن متخصص، تأخذ في الاعتبار المتغيرات والمخاطر المحتملة التي يتم في ضوئها وضع خطط استباقية تحمي الاستثمار من التضرر منها، لذلك هناك فرق كبير بين استشارة متخصصة، واستشارة عابرة تأخذها من المجالس.
وقال الحمادي أنه وفي العديد من المواقف، نعود ونؤكد مراراً وتكراراً، أن «النصيحة العقارية مسؤولية ويجب ألا تؤخذ إلا من أصحاب الخبرة المعتمدين»، وهي مهنة متخصصة ونشاط عقاري متفرد ومرخص، يتطلب من صاحبه ضوابط ومعايير محددة لممارسته، وعدم إلمام المستشار العقاري بهذه المعايير ومقاييس الاستشارة المهنية فإنه يلحق الضرر بالسوق، باعتبار هذه المهنة نافذة مهمة في عالم الاستثمار العقاري، ومن الخطوات الأساسية لدخول مجال الاستثمار وشراء العقارات، ومن العوامل المساهمة في عمليات ضبط السوق العقاري والمساهمة في موازنة قاعدة العرض والطلب، من خلال إسهامها في خلق المنتجات التي تحتاجها السوق، وتناسب الطلب، وليس كل من هبّ ودبّ له الحق في الاستيلاء على مسمّى هذه المهنة من دون معرفتها حق المعرفة، وإتقان ضوابطها.
وأكد المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الرواد للعقارات أن مهنة المستشار العقاري، هي مهنة وجدت طريقها في السوق من باب التنوع والتطور الذي يشهده القطاع العقاري عبر الوقت، فأصبح المشتري والمستثمر والمطور والسوق بشكل عام، يحتاجون جميعهم للمستشار العقاري، ومن هنا تطور مفهوم الاستشارات والعقارية، وتوسعت مهامها لتشمل وضع استراتيجيات للاستثمار تغطي عدة جوانب، كاختيار المشروع المناسب للموقع، أو المنطقة المراد تطويرها، ومراجعة خطط البناء وصياغة خطط لتسويق المشاريع، وتحسين إيرادات الاستثمار.. كل هذه المهام تجعل من دور المستشار العقاري دوراً هاماً في الإسهام في تنشيط سوق العقارات، والنهوض بها بطريقة غير مباشرة وذكية، تمنح المستثمرين الثقة بالقطاع العقاري وإيراداته.