أصبح تبني التقنيات الحديثة من أهم سمات السوق العقارية في الإمارات في الوقت الراهن، كما يعد ذلك ضمن محركات الانتعاش بالسوق المحلية.
وباتت التكنولوجيا أحد الأصول المذهلة لدى شركات التطوير والوساطة العقارية، حيث تسهم هذه التقنيات في تعزيز التواصل مع العملاء، وزيادة التنافسية وتقليص التكاليف التشغيلية، فضلاً عن توفير سبل الراحة للمتعاملين الذين يمكنهم معاينة الوحدة العقارية عن بعد، ومن أي مكان في العالم، وذلك بحسب تقرير نشرته صحيفة "الاتحاد".
وبحسب خبراء ومسؤولين في القطاع تكثف الشركات العقارية وشركات الوساطة في دولة الإمارات استثماراتها في المجالات التكنولوجية، مع التركيز على تقنيات التحول الرقمي، وتحليل البيانات، والواقع المعزز والميتافيرس.
وقال هؤلاء لـ«الاتحاد» أن العقارات والمجتمعات الافتراضية التفاعلية بالكامل والمصممة في عالم الميتافيرس الافتراضي، تساهم في تحقيق نمو كبير في «المبيعات الخالصة عبر الإنترنت» في الشركات العقارية. ويعكف رواد قطاع العقارات من المطورين أو الوسطاء أو الوكلاء أو المستثمرين أو المديرين على تطوير المهارات وتغيير الثقافة للتكييف مع متطلبات تطبيق هذه التقنيات الحديثة.
ومن جانبه، قال علي سجواني، المدير العام للعمليات في داماك العقارية لـ«الاتحاد»، إن أهم ما يميز القطاع العقاري في الإمارات في الوقت الراهن هو تبني التقنيات الحديثة، وهو الأمر الذي ساهم في انتعاش السوق العقارية في الإمارات.
وفي ما يتعلق بتوظيف التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين في تعزيز تنافسية الشركات العقارية، قال سجواني إن الحاجة للتكنولوجيا برزت بشكل ملح خلال جائحة كورونا، حيث قامت الشركة بتطوير تطبيقها الذكي الخاص، كما بدأت مبكراً في توفير خدمات التجول الافتراضي للوحدات قيد الإنشاء.
ولفت إلى أن شركة داماك تعتزم تكثيف استثماراتها في مجال الميتافيرس التي بدأت بالتغلغل في القطاع العقاري، حيث توفر التقنية محاكاة واقعية للوحدات العقارية في مرحلة التصميم، كما تتيح معاينة العقارات وتسويقها للعملاء في أي مكان في العالم، مشيراً إلى أن داماك كانت أول من يوفر الخدمة في القطاع العقاري بمنطقة الشرق الأوسط.
وقال إن العقارات والمجتمعات الافتراضية التفاعلية بالكامل والمصممة في عالم الميتافيرس الافتراضي، تساهم في تحقيق نمو كبير في «المبيعات الخالصة عبر الإنترنت» في شركة داماك العقارية.
وفي مقابل ذلك، أشار إلى أن شركة داماك العقارية لا تعتزم الدخول في مجال الأصول غير القابلة للاستبدال «NFT»، حيث سيتركز التطور التقني بالشركة على تسخير تقنيات الميتافيرس لتعزيز تجربة العميل ونمو المبيعات ليتم بيع الوحدة الحقيقية ومعها الافتراضية للمستفيد.
ومن جانبه، أكد أليكس هوف، مدير معرض سيتي سكيب دبي ، أهمية استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين لتعزيز التنافسية بين الشركات العقارية. وقال هوف إن قطاع العقارات يستفيد من تطور التقنيات الرقمية بشكلٍ تدريجي، حيث أتاح الواقع المعزز آفاقاً جديدة للوسطاء عن طريق الإنترنت، ومنح عملاءهم القدرة على رؤية المشاريع المستقبلية والوصول إليها من أي مكانٍ في العالم.
ونوه بأن الذكاء الاصطناعي لعب دوراً محورياً في جمع البيانات المتعلقة بأنماط الشراء وتوفير وصول مباشر للعملاء إلى خدمات التمويل لتمكينهم من اتخاذ قرارات مدروسة عندما يتعلق الأمر بالاستثمارات العقارية.
وأوضح أن الطباعة ثلاثية الأبعاد ساهمت بإحداث تغيير في قطاع الهندسة المعمارية والتصميم، لتمنح المهندسين آفاقاً أوسع ورؤية أكثر إبداعاً ودقة، وأثّر ذلك بدوره على قطاع العقارات بشكلٍ إيجابي. وقال إن استخدام التكنولوجيا سريعة التطور ضروري للشركات التي تسعى للمحافظة على مكانتها في السوق.
أكد جيمس بورتمان، مدير المبيعات في شركة «نوفي للعقارات» «NOVVI Properties» أهمية توظيف التكنولوجيا في التسويق العقاري لتأمين التواصل وتوفير الخدمة مع العملاء من أي مكان في العالم.
وأشار إلى أن التكنولوجيا تعد أحد الأصول المذهلة لدى شركات التطوير والوساطة العقارية، لاسيما من خلال الاستفادة من قوة الواقع الافتراضي.
وأوضح أن هذه التقنيات تمكن العملاء من الدخول على عقاراتهم المستقبلية، سواء تجارية أو سكنية، على الخريطة أو ثانوية، والوقوف فيها دون أن يكونوا هناك بالفعل. وقال إن جزءاً كبيراً من مستخدمي هذه الخدمة يكونون من خارج الدولة، حيث يقومون بالتجول في عقاراتهم المستقبلية من منازلهم، ودون تحمل عناء الذهاب إلى مواقع البناء.
وأكد سكوت بوند، المدير الإقليمي لشركة «بروبرتي فايندر»، أن السوق العقاري في دولة الإمارات يشهد وتيرة نمو سريعة، ويبدو أن هذا التحول ماضٍ قدماً بمعدلات قياسية مع تعاظم دور التكنولوجيا في هذا المجال.
وقال إن التكنولوجيا جعلت بإمكان أي شخص معاينة أي عقار والتجول فيه وشراءه بكسبة زر.
وأضاف أن سوق العقارات في الإمارات العربية يتطور بشكل مذهل، بفضل الدعم المستمر من الحكومة والمستثمرين من جميع أنحاء العالم، فضلاً عن توفر بيئة حاضنة قوية تضاعف زخم هذا السوق في بلد يُعد مثالاً استثنائياً لبيئة حاضنة للتنوع مع اقتصاد مميز وفريد من نوعه.
وأشار إلى أنه لسنوات طويلة، كانت عملية شراء المنزل في دولة الإمارات تعتمد بشكل أساسي على المعارض التجارية والإعلانات المبوبة واللقاءات والوسطاء والحاجة إلى المصادر الموثوقة في السوق، ولم يقتصر المنزل بالنسبة للمشترين في الدولة على مساحة أو مكان يمتلكونه، بل كان أقرب إلى بناء واسع ومريح تسهل فيه الحركة.