برز مؤخراً بشكل ملحوظ مصطلح العقارات ذات العلامات التجارية Branded Residences وارتبط بشكل وثيق بدبي وقطاعاها العقاري المزدهر.
يشير هذا المصطلح إلى الوحدات السكنية والمشاريع العقارية التي تحمل أسماء وعلامات تجارية معروفة والتي لطالما كانت علامات فندقية فاخرة على غرار فور سيزونز و سيكس سنسز، لكن برزت في الفترة الأخيرة مشاريع عقارية في دبي تحمل علامات منتجات فاخرة مثل المجوهرات والساعات وحتى السيارات والأزياء، على غرار بولغاري و كافالي و جاكوب آند كو و بوغاتي وغيرها.
تتميز هذه الفئة من العقارات بمستوى معين من الفخامة والرفاهية النابعة من العلامة التجارية المرتبطة بها إلى جانب الجودة والتفرد في التصميم والبناء والموقع والخدمات، وتكتسب قيمة أكبر مقارنة بالعقارات التقليدية فضلاً ارتباطها بـ "البرستيج" والمكانة الاجتماعية المرموقة والثراء لذا يفضلها الأغنياء وأصحاب الثروات الطائلة.
أسعار قياسية
اشارت مجلة "هوتليير" إلى أن المساكن الفاخرة ذات العلامة التجارية هي الفرصة المقبلة لمشغلي العقارات في دبي مع تجاوز عدد المنشآت الفندقية في دبي 800 منشأة. ولفتت المجلة في تقريرها الذي نشرته صحيفة البيان إلى أن الأرقام في هذا القطاع مثيرة للإعجاب، إذ بيعت شقة بنتهاوس تحمل علامة باكارات في دبي ضمن منطقة برج خليفة – وسط مدينة دبي "داون تاون دبي" مقابل 55 مليون دولار في أبريل 2023، في حين لا يزال المشروع على بعد 3 سنوات من اكتماله.
وتصدرت مجموعة فنادق جميرا عناوين الصحف في مايو لبيعها شقة بنتهاوس مقابل 114 مليون دولار في فندق جميرا مرسى العرب المقبل، فيما أفيد بأن الشقق الفندقية تمتاز بشعبية كبيرة في منتجع بولغاري في جزيرة جميرا باي بدبي الذي تديره ماريوت، ليتم بناء ناطحة سحاب سكنية بالكامل بالقرب منها تحمل اسم بولغاري لايتهاوس وهو مشروع قيد الانشاء شهد بيع أغلى شقة في دبي تم تسجيلها رسمياً بسعر 111.7 مليون دولار.
وكذلك بالنسبة إلى العلامات التجارية التي تستهدف السوق المتوسطة، أوضح مقال نشرته المجلة أن علامة «انيسمور» التجارية، ماما شلتر في طريقها إلى دبي هذا العام أيضاً، وكان من المخطط أن تضم 201 غرفة فندقية و80 وحدة سكنية، فقرر مالكوها إفساح المجال لـ204 وحدات سكنية بدلاً من ذلك، مع جانب أصغر بشكل ملحوظ خاص بالفندق.
اسلوب حياه فاخر
وبحسب جيف تيسدال كبير مسؤولي الأعمال في شركة إدارة الفنادق، «أكور ون ليفينغ»، فإن تقاطع المساكن الخاصة مع نمط حياة العلامات التجارية أحد مجالات النمو الأكثر إقناعاً حالياً، مضيفاً إنه في أنحاء العالم نرى طلباً قوياً على المنازل التي ترتكز على وسائل الراحة والتي تعد بتجربة علامة تجارية محببة، ما يوفر شعوراً بالانتماء والمجتمع. وهذا يصح بشكل خاص على العلامات التجارية الخاصة بنمط الحياة، إذ نرى شريحة مهمة ومتنامية من المشترين للشقق السكنية يبحثون عن علامات تجارية قائمة على التصميم، بشخصيات فريدة تحتفي بالحداثة والإبداع والطعام والتجارب الاستثنائية»، لافتاً إلى أن «أكور» أطلقت في بداية سنة 2023 ذراعها العقارية «أكور ون ليفنيغ»، إذ يجلس فريقها مع مطورين لضمان توافق التصميم والخدمات والمزايا المدعومة من «أكور» مع احتياجات «مشتري المنازل المستهدفين».
وقامت مجموعة فنادق ومنتجعات انتركونتيننتال بالشيء نفسه، بتركيز أحد أفخم عقاراتها قيد التطوير سيكس سنسز في نخلة جميرا على بيع الشقق بدلاً من ملء غرف الفنادق، وسيضم عند افتتاحه العام المقبل 60 غرفة فندقية و162 شققة سكنية فندقية للعلامة التجارية ومن بينها 121 شقة بنتهاوس و32 فيلا سكاي وتسع فيلات على الشاطئ وكلها بوصول إلى مرافق الفندق.
وأكد المقال أن لدبي أعلى تركيز للمساكن ذات العلامات التجارية، وأنها تمتلك معظم المخططات قيد الإعداد بالمقارنة بأي سوق في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، مع نمو متوقع بأكثر من 72% حتى سنة 2023، وفقاً لتقرير صادر عن شركة الخدمات العقارية البريطانية سافيلز.
ونقل عن ريكو بيسينوني، مدير التطوير السكني العالمي: إن دبي قفزت إلى طليعة القطاع السكني ذي العلامات التجارية في العقد الذي تلا 2010 مضيفاً إنه من المتوقع أن تظهر دبي نمواً سيجعلها أكثر نشاطاً بنسبة 30% تقريباً من ثاني أكثر الأسواق نشاطاً على مستوى العالم، جنوبي فلوريدا.
طلب متنامي من الأثرياء
ومن جانبها أكدت شركة الاستشارات العقارية "نايت فرانك" أن دبي تسجل أكبر تركيز لشركات إدارة وتطوير العقارات ذات العلامات التجارية في العالم.
وكشف استبيان عالمي أجرته الشركة أن 52 % من اثرياء العالم يرغبون بشراء عقارات سكنية ذات علامات تجارية في دبي.
ولفتت الشركة إلى أن مبيعات العقارات التي تحمل علامة تجارية في دبي بلغت 25.4 مليار درهم العام الماضي واستحوذت على 91.2 % من اجمالي مبيعات الشقق في الإمارة.
وقال فيصل دوراني رئيس أبحاث الشرق الأوسط في نايت فرانك أن دبي تسجل أكبر تركيز من شركات إدارة وتطوير العقارات ذات العلامات التجارية في العالم، ويرغب الأغنياء في اقتناء هذه الفئة من العقارات للتمتع بشكل فوري ومباشر بنمط الحياة العصري الذي تتمتع به الإمارة، كما ابدى 85 % من المشاركين في الاستبيان من اثرياء دول شرق آسيا رغبتهم بشكل كبير تجاه هذه العقارات في دبي وخاصة الأغنياء من سنغافورة و هونغ كونغ و الصين.
وذكرت «نايت فرانك» أن المساكن التابعة لعلامات تجارية متميزة ومعروفة عالمياً باتت تكتسب شعبية متزايدة في دبي، وذلك بسبب الطلب المتنامي من جانب العملاء العالميين من أصحاب الثروات الشخصية الصافية الفائقة.
وبحسب تقرير أصدرته الشركة بعنوان «ديستنيشن دبي»، فإن قطاع العقارات المنتمية لعلامات تجارية معروفة عالمياً يشهد في الوقت الراهن نمواً مرتفعاً في دبي. ونالت دبي مؤخراً لقب المدينة التي تستضيف أكبر عدد من المشروعات السكنية التي تحمل علامات تجارية متميزة على مستوى العالم، سواءً كانت هذه المشروعات مكتملة أو ما زالت قيد الإنشاء.
وأضاف أن وفرة المساكن ذات العلامات التجارية المرموقة في دبي أسهمت في رفع حصتها الإجمالية من كافة مبيعات الشقق إلى 21.4 % في 2021، و19.2 % العام الماضي، وبلغ إجمالي المبيعات 25.4 مليار درهم.
وقال طارق درويش، الشريك المساعد ورئيس مبيعات وتسويق المشروعات السكنية لدى «نايت فرانك»: يتطلع العملاء العالميون من هذه الفئة إلى وحدات عقارية جاهزة للتسليم الفوري، بحيث يتمكنون من الانتقال سريعاً إليها للإقامة بها بصفة دائمة.
وتصبح الوحدة العقارية جذابة للمشتري ذي الثروة الشخصية الطائلة إذا كانت جاهزة للتسليم، وفي الوقت ذاته مقترنة بعلامة تجارية فاخرة مرموقة عالمياً، أي أنه يعرفها منذ أن كان يعيش في وطنه الأم، وبصفة خاصة إذا كانت الوحدة مزودة بخدمات فائقة الجودة».
وأضاف: يسلط هذا التوجه الضوء على حقيقة مفادها أن الغالبية العظمى من أصحاب الثروات الشخصية الصافية الفائقة يشترون عقارات في دبي حالياً بغية الانتقال إليها، بحيث تصبح هذه الوحدات بمثابة بيوتهم الثانية، كونها توفر لهم خدمات ووسائل راحة ورفاهية من الطراز الأول.
وتطرق إلى نتائج استبيان أجرته «نايت فرانك» مع فئة أصحاب الثروات الفائقة الذين اشتروا عقارات بدبي، فقال: «أفاد حوالي ربع أفراد عينة الأثرياء الذين سألناهم في استبيان، والذين لا تقل قيمة الثروة الشخصية الصافية لكل منهم عن 10 ملايين دولار، بأنهم يعتزمون استخدام مساكنهم المنتمية لعلامات تجارية فاخرة في دبي كمقار إقامة رئيسية لهم، الأمر الذي يبرز مدى ظهور دبي كوجهة مطلوبة بشدة من جانب فائقي الثراء لتكون مقراً لسُكناهم».
وأفادت نتائج الاستبيان أيضاً بأن شعبية المساكن ذات العلامات التجارية، بدءاً من «ذي دورشيستر» إلى «ريتز كارلتون» و«ذا فور سيزونز»، مروراً بـ«ماما شيلتر» و«مستر. سي»، تتنامى كفئة من فئات الأصول أيضاً.
وإجمالاً، قال 52 % إنهم سيشترون على الأرجح مسكناً ذا علامة تجارية معروفة عالمياً في دبي هذا العام. وارتفع هذا الرقم إلى 69% لمن لديهم ثروة شخصية تزيد على 10 ملايين دولار. وأفاد 85% من الأثرياء القادمين من شرق آسيا باعتزامهم شراء مسكن ذي علامة تجارية معروفة عالمياً في دبي خلال 2023. ويكتسب هذا التوجه شعبية أيضاً لدى من يزورون دبي أكثر من مرة سنوياً، إذ أفاد 87 % منهم بنيتهم شراء منزل ذي علامة تجارية في دبي هذا العام.
دوافع الشراء
وفيما يخص الشراء بدافع الاستثمار، فإن 74 % من هذه الفئة يرجحون شراء مسكن ذي علامة تجارية في دبي، في حين أن 61% قد ينظرون في شراء مسكن ذي علامة تجارية إذا كان الشراء لأغراض السكنى الشخصية البحتة.
وأفاد 45 % من عينة الاستبيان عندما سئلوا عن سبب نيتهم شراء مساكن ذات علامات تجارية معروفة عالمياً في دبي بأن سبب الشراء هو الاستثمار / مكاسب رأس المال فقط. بينما أفاد 30 % بأنهم حريصون على شراء منزل ثان / بيت للعطلات. وعلى النقيض من المجموعات الفرعية الأخرى، أفاد 22 % بأنهم يعتزمون استخدام محل إقامتهم الذي يحمل علامة تجارية كمقر إقامة رئيسي، مما يسلط الضوء مرة أخرى على ظهور دبي كوجهة مرغوبة للغاية بعد المنزل الثاني.
وإضافة إلى ذلك، ذكر 68 % من المهتمين بشراء مساكن ذات علامات تجارية معروفة عالمياً في دبي لأسباب شخصية أنهم يعتزمون استخدام مكان الإقامة ذي العلامة التجارية باعتباره مقراً لسُكناهم ونسبتهم 16 %، أو بيت ثان / بيت للعطلات ونسبتهم 52 %.