أصبحت استخدامات الذكاء الاصطناعي في القطاع العقاري واقعاً لا مفر منه، حيث أسهمت في تحقيق قفزات نوعية وسريعة في آليات عمل القطاع، سواء في مجالات البناء والتصميم أو في تقديم الخدمات والمعاملات للشركات والمستثمرين.
ومع تعدد أشكال تكنولوجيا العقارات وتطور أساليب استخدامها، لعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تعزيز كفاءة الشركات العقارية والمسوقين، وفتح آفاق جديدة للمستثمرين. ولكن، يبقى السؤال: هل يمكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الوسيط العقاري التقليدي؟
وللإجابة عن هذا السؤال، أشار المستشار العقاري إسماعيل الحمادي في مقال نشرته صحيفة الإمارات اليوم إلى تنوع أشكال تكنولوجيا العقارات وتنوع الوسائل والطرق المستخدمة في ذلك، كما أن دخول الذكاء الاصطناعي أعطى دفعة قوية لنشاط السوق، من خلال إسهامه في تسهيل عمل الشركات العقارية والمسوقين، وتعزيز الفرص أمام المستثمرين.. لكن هل هذا يغني الوسيط العقاري عن أداء مهامه؟
وأجاب الحمادي على هذا السؤال قائلاً "الحقيقة لا، ولا يمكن لأي إنجاز تكنولوجي مهما كان متطوراً أن يغني عن مهام الوسيط العقاري البشري، في رأيي، لأن سوق الوساطة العقارية يصنعها الوسيط، وليست الآلة أو المنصة الرقمية أو التطبيق الذكي أو المساعد الافتراضي".
وأضاف "اليوم يشهد الذكاء الاصطناعي التوليدي تطوراً سريعاً ومخيفاً في الوقت نفسه، ما يهدد مصير آلاف الوظائف والمهام في العالم، لكنه لا يهدد مهام الوسيط العقاري، لأنه ببساطة، العميل أو المستثمر، هو بشر بالنهاية، وبطبيعته يفضل التعامل مع بشر مثله، يفهم قصده وماذا يريد فعلاً، ويأخذ ويعطي معه".
وأوضح الحمادي، وهو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة الرواد للعقارات، قائلاً :"مع اختلاف التطبيقات الخدمية العقارية والمنصات الذكية للتسويق والقنوات الرقمية لإنجاز المعاملات العقارية، والجولات الافتراضية للعقار، والدردشة الافتراضية، لا يوجد أي مستثمر أو مشترٍ عقاريّ وقّع صفقة شراء وحدة عقارية بمجرد أن رأى صورها على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، أو قام بجولة افتراضية داخل العقار، أو تحدث إلى مساعد افتراضي وأقنعه بذلك، لأن فن الإقناع أحد التخصصات التابعة للوسيط العقاري، وفن التفاوض أحد التخصصات التابعة له كذلك، والأمر نفسه بالنسبة لإبراز مزايا العقار وإيجابياته وسلبياته وتأثيره في الخطة الاستثمارية للمستثمر، وإتمام الصفقة وإغلاقها من الأدوار الرئيسة للوسيط العقاري وليس للتكنولوجيا".
واختتم الحمادي قائلاً :باختصار، التكنولوجيا أداة مساعدة لتسهيل بعض مهام الوسيط العقاري، مثل التسويق وتوصيل المعلومة والتحديثات باستمرار، والتفاعل السريع من المتعاملين والوصول إلى المشترين المستهدفين، ومطلوب منه إتقان العمل بها واستخدامها، لأنها تشكل حالياً أحد التحديات الحديثة لتطوير مهاراته ومواكبته المستجدات في السوق، كما أنها من الوسائل التي عززت من مكتسبات القطاع العقاري، لكن لا يمكن أن تحلّ محل الوسيط العقاري وتؤدي مهامه نيابة عنه مهما كان الأمر".